"مركز التحرير الثقافي" وإحياء الدور القوي للجامعة الأمريكية في قلب القاهرة
لعبت الجامعة الأمريكية بالقاهرة دورًا كبيرًا وحيويًّا في الحياة الثقافية والفنية في مصر، والمنطقة، والعالم، من موقعها المتميز في قلب العاصمة على مدار 100 عام. وقد استطاع “مركز التحرير الثقافي”، في العامين التاليين على تأسيسه، مساعدة الجامعة في العودة إلى دورها كلاعب أساسي في ساحة الفنون والثقافة في وسط البلد، انطلاقًا من حرم جامعي مبهر استعاد نشاطه وحيويته، وبرنامج فني صُمم على نحو استراتيجي يستهدف عموم جمهور الفن، ويقدم لهم فعاليات على مستوى عالٍ تلبي طموحاتهم وطموحات الفنانين.
من احتفالات توزيع جوائز “أحمد فؤاد نجم” لشعر العامية، إلى العروض المفتوحة المجانية لفيلم “الجوكر”، إلى معرض “جليتش” الفني الدولي، يحرص “مركز التحرير الثقافي” طوال الوقت على ابتكار برامج وإيجاد مساحات والتركيز على مناطق تكسر الحواجز بين مختلف الفنون وتضفي على المشهد ما يحتاجه من تماسك وتنوع.
المسرح والعروض الأدائية
أصبح “مسرح الفلكي”، التابع لـ”مركز التحرير الثقافي”، وجهة جذابة للإنتاج المسرحي المستقل عالي المستوى، الذي يسعى للغايات الفنية قبل التجارية. استضاف المسرح 76 عرضًا شاهده أكثر من 24 ألف شخص، من بينها مسرحية “نهاية الحب” لباسكال رامبرت، ومسرحية “ماما”، المتوّجة بالجوائز، لأحمد العطار، علاوة على 15 ورشة عمل مختلفة.
السينما:
رسّخ “مركز التحرير الثقافي” أقدامه كفضاء لعرض الوثائقيات التي تتناول التراث والعصر الكلاسيكي للسينما؛ تلك النوعية التي لم تجد لها متنفسًا كبيرًا من قبل. عرضَ المركز، مجانًا أو بأسعار مناسبة، 34 فيلمًا، واستضاف ست دورات متقدمة حضرها أكثر من خمسة آلاف من عشاق السينما. تضمنت تلك الفعاليات العروض الأولى لفيلم “رمسيس راح فين؟”، المتوّج بالجوائز، لعمر بيومي، الذي عُرض مرتين في قاعة ممتلئة عن آخرها، وتضمّن مناقشات مع المخرج. كذلك سعد جمهور المركز بعرض فيلم “الجوكر” الأمريكي، الذي حقق إيرادات ضخمة على مستوى العالم.
وفي سياق تركيزه على التراث الثقافي المصري الثري، وضرورة الحفاظ عليه والترويج له، عرض المركز، على مدار خمسة أشهر، خمسةً من الأفلام الوثائقية التي تتناول التراث، شملت مناقشات من المخرجين، أمام حشد من الجمهور في “قاعة إيوارت التذكارية”.
الموسيقى:
استضاف “مركز التحرير الثقافي”، ونظّم، 43 حفلًا موسيقيًّا شملت مختلف الأنواع الموسيقية، من بينها حفل رائد للاحتفاء بالموسيقار الكبير هاني شنودة، نجح في اصطحاب الجمهور في جولة سحرية عبر مسيرة مهنية طويلة ربما تكون مألوفة لديهم، لكنها غائبة عنهم في الوقت نفسه. وإضافة إلى سلسلة العروض المستمرة للفرق الموسيقية الكلاسيكية التابعة للجامعة الأمريكية، ومغنية الأوبرا، خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جالا الحديدي، يستمتع الجمهور أيضًا بـ”مهرجان القاهرة للجاز”، ذلك المهرجان الدولي الذي يقام سنويًا، ويستضيف عروضًا موسيقية من شتى أرجاء العالم تملأ مسارح مختلفة على مدار عدة أيام، لا سيّما العروض الفاتنة في الحديقة الرئيسية للحرم الجامعي.
مهرجانات:
أصبح “مركز التحرير الثقافي” المساحة المفضلة لأكبر مهرجانات الفنون والثقافة المستقلة، وصار يجتذب جماهير من كل الأعمار. “مهرجان حكاوي الدولي لفنون الطفل” اجتذب قرابة 5000 شخص على مدار تسعة أيام للاستمتاع بعروض محلية ودولية في شهري فبراير/مارس 2020، بينما اجتذب “مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة” (دي-كاف) 1500 شخصًا عام 2019.
المعارض:
أصبح “مركز التحرير الثقافي” نفسه مركزًا جماهيريًّا للفنون؛ شاغلًا مساحة شاغرة في المشهد الفني المصري الذي يغلب عليه الطابع التجاري. نظم المركز معارض متعددة من بينها “جليتش” و”ناصية الحلم” و”بيت أم أمل”، التي حظيت بإطراء نقدي واسع، واجتذبت قطاعًا من الجماهير واسعي الثقافة التوَّاقين لهذا النوع من العروض الراقية والملهمة. إجمالًا، استضاف المركز 24 معرضًا حضرها 17,700 شخص على مدار العام. كذلك طوّر المركز واستضاف معرضًا استثنائيًّا عن حياة ماجدة صالح، أول راقصة باليه مصرية محترفة، حضره جمهور غفير على مدار عدة أشهر، وصحبه عرضٌ حصري لفيلم وثائقي عن إنجازات صالح ومسيرتها الفنية.
المحاضرات العامة والمؤتمرات
أكد “مركز التحرير الثقافي” على الثقل الثقافي للجامعة الأمريكية بالقاهرة عبر 60 محاضرة وسمينار حضرها 8,240 شخصًا غطت موضوعات متنوعة، من السياسة، إلى التاريخ، إلى الاقتصاد، علاوة على الترجمة، والصحة العامة، وريادة الأعمال، وغير ذلك.
وتلك ليست سوى البداية…